هل نقص فيتامين د يسبب الوفاة ؟
بعد تفشي وباء فيروس كورونا المستجد أو كوفيد- 19 انصب تركيز العلماء والباحثين بشكل كبير على الفيتامينات في جسم الإنسان، ونسب تواجدها وتأثيراتها الجانبية، حيث يلعب كل فيتامين دوراً محورياً ويكون مسؤولاً عن وظيفة محددة في الجسم تتكامل مع باقي الوظائف الضرورية لاستمرار حياة الإنسان بشكل طبيعي.
وأخذ العلماء والباحثون في السنوات الأخيرة، يجرون المزيد من الأبحاث والدراسات المتعمقة عن نسب الفيتامينات الموجودة في جسم الإنسان وتأثيراتها في تعزيز صحة ومناعة الجسم. وقد تبين أن نقص الفيتامين د قد يؤدي إلى الوفاة. فماذا في التفاصيل؟
في أحدث دراسة طويلة الأمد استمرت عدة سنوات، واستخدمت بيانات معززة من 33 دراسة مستقلة، بالإضافة إلى بيانات من البنك الحيوي في بريطانيا، وبيانات تتبع احتمالات الإصابة التي رصدها التحقيق الأوروبي لأمراض السرطان والتغذية ودراسة أمراض القلب والاوعية الدموية (EPIC-CVD) وربطها جميعاً مع دراسات متعلقة بالتغذية.. كشف العلماء عن وجود علاقة سببية بين مستويات فيتامين د والوفيات لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هذا الفيتامين.
انخفاض الفيتامينات والوفيات
حلل الباحثون مستويات “25 (OH) D”، لكنهم لم يجدوا ارتباطاً بين ارتفاع مستويات الفيتامين وارتفاع نسب أمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية أو الوفاة. لكن العلماء وجدوا ارتباطاً بين انخفاض مستويات الفيتامين وارتفاع نسبة الوفيات، حيث ساهمت النسب المرتفعة من الفيتامين بتخفيض نسب الوفاة العامة حوالي 30% . وربط الباحثون دراسات مسببات الوفاة مع 31 دراسة حول فيتامين د ، وحصلوا على هذه النتائج بعد ربط جميع الأبحاث والدراسات السابقة مع 31 دراسة ركزت على تأثيرات فيتامين د (VitDSC)، حيث أجرى العلماء تحليلات مبنية على الملاحظة والتحليل الجيني.
وأشارت نتائج الأبحاث الموجودة في الأدلة الجينية إلى وجود علاقة سببية بين مستويات فيتامين د والوفيات لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هذا الفيتامين.
وقال الباحثون إن التحليلات الجينية قدمت دليلاً قوياً على وجود صلة عكسية بين انخفاض خطر الوفيات والاستعداد الجيني لمستويات أعلى من فيتامين دي.
وأشارت تحليلات التوزيع العشوائي الطبقي المندلي إلى وجود علاقة سببية بين تركيزات “25 (OH) D” والوفيات للأفراد الذين يعانون من حالة منخفضة من فيتامين دي.
ويطلق العلماء على هذه الفئة من فيتامين د الرمز “25 (OH) D” أو “كالسيفيديول” أو “كالسيديول” وهو شكل من أشكال فيتامين د وينتج في الكبد عن طريق التحلل المائي لفيتامين د 3.
ومن المعروف أن هذا الفيتامين يلعب دوراً رئيساً في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، كما أنَّ مؤسسة “Chan School of Public Health” التابعة لجامعة هارفارد أشارت في دراساتها المخبرية أنه يمكن لهذه الفئة من فيتامين د أن تقلل من نمو الخلايا السرطانية، وتساعد في السيطرة على العدوى.
أعراض نقص فيتامين دي
تشمل أعراض نقص الفيتامين د الآتي:
– الإرهاق المزمن.
– الألم المزمن والمتواصل في أعضاء مختلفة من الجسم.
– أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد ، والتهاب مفاصل.
– هشاشة العظام.
– زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.
أسباب نقص فيتامين د في الجسم
أسباب نقص فيتامين د في الجسم
- عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ، حيث تعد الشمس المصدر الرئيسي والأفضل أيضًا للحصول على فيتامين “د”، لذلك ينتشر نقص هذا الفيتامين في المناطق الباردة.
- الإكثار من تناول بعض أنواع الأدوية والعقاقير، التي يمكن أن تسبب نقصًا حادًّا في هذا الفيتامين.
- التقدم في العمر بسبب ضعف قدرة الجلد والكبد والكليتين على تحويل فيتامين “د” إلى شكله النشط، بالإضافة إلى عدم خروج كبار السن كثيرًا، وبالتالي فهم لا يتعرضون لأشعة الشمس.
- الحمل والرضاعة من أحد الأمور التي تسبب نقصًا كبيرًا في فيتامين “د” الذي يجب تعويضه.
- عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين “د” بنسبة كبيرة، ما يزيد من حدة نقصه في الجسم، لذا يجب التركيز على الأطعمة التي تحتوي على هذا الفيتامين مثل البيض واللحوم الحمراء وبعض أنواع الأسماك كالماكريل والسردين والسالمون.
- زيادة الوزن والسمنة أحد الأسباب الأخرى لنقص هذا الفيتامين المهم في الجسم، نتيجة لسوء امتصاصه في الجسم بسبب السمنة.
- قلة أو عدم تناول الحليب ومشتقاته.
أعراض نقص فيتامين د في الجسم:
- تقوس في القدمين وانحناء الظهر، بسبب انخفاض نسبة كثافة العظام.
- إصابة النساء بمرض هشاشة العظام عند بلوغهن سن اليأس.
- ظهور بعض النتوءات في عظام الصدر، بسبب الخلل في ارتباط العظام بالغضاريف.
- ضعف العضلات بشكل مستمر وتشنجها.
- نقص حاد في كتلة العظام، خاصةً في عظام العمود الفقري وعظام العضد والفخذ.
- الإصابة بالسمنة وتراكم الدهون في الجسم، وارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب.
- تساقط الشعر والشعور بالنوم.
- الشعور بالدوار.
- ضعف الأظافر والأسنان.
- زيادة نسبة التأخر الإدراكي.
- زيادة الإصابة بأمراض القلب.
- ضعف المناعة، وزيادة فرصة الإصابة بمرض الربو.
علاج نقص فيتامين د في الجسم:
- التعرض لأشعة الشمس، حيث يعد من أهم طرق العلاج والتخلص من نقص فيتامين “د” في الجسم، فلا بد من التعرض للشمس يوميًّا لمدة نصف ساعة، واحرصي على أن تكون في الصباح الباكر أو قبل الغروب حتى لا تكون قوية وضارة.
- تناول بعض الأنواع المعينة من الفطر، حيث يحتوي على نسبة جيدة من هذا الفيتامين.
- المداومة على تناول عصير البرتقال والليمون يوميًّا، فهما من المصادر المهمة لفيتامين “د”.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د، مثل الحليب والكبد والشوفان والبيض، وأيضًا الأسماك الدهنية المشبعة كالسالمون والتونة.
- تناول بعض المكملات الغذائية له ولكن ننصحك باستشارة الطبيب أولًا، ومن هذه المكملات كبد الحوت أو كبد السمك.